كثير منا يؤجل أو
يعلق سعادته على الحصول على شئ ما فى المستقبل أو حدوث شيء ما فى حياته، و بالتالى
نغفل عن حاضرنا، و عن امكانية الاستمتاع بما فيه من الخير و النعم.
اقرأ معنا هذه
القصة الرمزية (مقتبسة عن قصة شعبية فرنسية) و فكر فى المعنى من ورائها.
كان هناك و لد لطيف
اسمه "بيتر" يعيش حياة هادئة مع والديه، و لكن مشكلته الوحيدة كانت أنه
لا يعيش فى وقته الحاضر.
عندما يكون فى
المدرسة، فهو ينتظر العودة للبيت ليلعب كيفما يشاء.
و عندما يكون فى عطلة
نهاية الأسبوع تجده يتمنى قدوم الاجازة الصيفية سريعا.
و فى الاجازة
الصيفية، فهو يتمنى اليوم الذى يكبر فيه و يكون له عمله الخاص.
و هكذا، فهو لا
يستمتع بحاضره أبدا.
فى يوم من الأيام ذهب
بيتر يتجول فى حديقة قريبة من منزله، و عندما شعر بالتعب، فرد ظهره على الأرض
العشبية و نام قليلا.
صحى بيتر على صوت
سيدة عجوز تناديه باسمه. و عندما قام لها أخبرته أنها أحضرت له هدية بسيطة، و
أعطته كرة ذهبية صغيرة يخرج من ثقب صغير فيها خيط ذهبى.
أخبرته السيدة أن هذا
الخيط يمثل حياته، و أنه كلما جذبه، تسارع الوقت و مضى جزء من حياته فى لمح البصر.
بالطبع فرح بيتر
بالهدية و شكر السيدة عليها، و عاد الى منزله بها.
فى اليوم التالى
عندما شعر بيتر بملله المعتاد أثناء اليوم الدراسى، تذكر الكرة، فأخرجها من جيبه و
جذب طرف الخيط بحذر، ليجد نفسه فجأة فى منزله يلهو بألعابه.
فرح بيتر جدا بما
حدث، و ظن أنه وجد الحل لأهم مشاكله، و هى انتظار المستقبل.
و لكن الى متى سيظل
بيتر يهرب من أيامه الدراسية؟ انه يتمنى أن ينهى حياته المدرسية كلها سريعا.
أمسك بيتر بالكرة مرة
أخرى و جذب جزء أطول من الخيط بقوة ليجد نفسه و قد أصبح طالب جامعى يستمتع بقدر
كبير من الحرية.
و لكن هناك مشكلة،
بيتر معجب باحدى زميلاته، و يتمنى أن يأتى اليوم الذى يتزوجها فيه.
هل يصبر بيتر؟!!
بالطبع لم يصبر و بحث
عن كرته و جذب جزء آخر من الخيط، ليجد نفسه قد تخرج من جامعته، و أصبح يعمل فى
مهنة جيدة.
فرح بيتر جدا بهذه
النقلة، و ذهب لأهله يخبرهم عن نيته الارتباط بزميلته.
وافق الأهل و رحبت
الزميلة، و تم الزواج، و وجد بيتر نفسه فى غاية السعادة بحياته الجديدة... و لكن
هل اكتفى بيتر عند هذا الحد؟!!
جذب الخيط مرة أخرى
ليجد نفسه و قد أصبح أبا لطفل جميل.
لاحظ بيتر أن علامات
كبر السن قد ظهرت على أباه و أمه، الا أن شغفه بالمستقبل جعله يتمنى أن يرى ابنه و
قد كبر سريعا.
جذبة أخرى... الابن
فى المدرسة، بيتر و زوجته لم يعودا فى شبابهما السابق، و أحد والديه قد توفاه
الله!
جذبة تالية... يوم
تخرج ابنه، فرحة كبيرة، و لكن فى غياب كلا والديه!
جذبة أخرى... قد تزوج
الابن، بيتر يعيش هو و زوجته وحدهما، و آثار تقدم السن واضحة عليهما و على صحتهما.
أمسك بيتر بكرته
الذهبية و ....
لا.. لم يكن ينوى
هذه المرة أن يجذب الخيط!
انه يبحث الآن عن
امكانية اعادة الخيط الى داخل الكرة!!
الآن...
أيا كانت حياتك و ظروفك و عمرك، ضع نفسك مكان بيتر عندما أعطته السيدة العجوز
هديتها
هل
ستظل تجرى خلف المستقبل بأمانيه و أحلامه، غافلا أو غير راضيا عن حاضرك
أم
ستصب تركيزك على وقتك الحاضر بنعمه و فرصه و تحدياته
الخيط فى يدك و الاختيار لك
اللهم بارك لنا فى ايامنا واجعل اجملها فى خواتيمها
ReplyDeleteأمين يا رب
Delete(قصه معبره عن حالنا و عن النهم اللي بنعيش فيه وصدق رسولنا( لا يملأ عين ابن ادم الا التراب
ReplyDeleteعليه الصلاة و السلام
Deleteو شكرا يا محمد على المتابعة